الحاج أحمد عديوباه في مقابلة مع جريدة السياسي العربي
آمل أن ترقي الجمعيات للتفكير في مشاريع ترسخ طموحاتنا في رؤية هذا الإقليم وقد أتخذ نموذجا حيثما تعلق الأمر بمساهمة فعاليات المجتمع المدني المعبرة عن قدراتها وإمكاناتها ووفائها لهذا الوطن ومقدساته
وجوه ظلت مستبشرة عن ألفة تربى أصحابها في كنف أتقياء فضلاء جعلوا ذات يوم قريتهم مسجدا للصلاة، وكتابا لحفظ القرآن الكريم ، وحقلا لزرع الخير وحصاد الزاد الحلال.هي هكذا مخلصة قسماتها لشعاع سلطته الشمس بقدر عليها سمة وميزة تتفرد بها عن وجوه شقيقة في دواوير قريبة أو بعيدة في مغرب الأجداد المخلصين لثوابته في أبعد حد. من غاب منها عوضه حفيد أو سبط لحكمة باقية في هذه الأرض ما بقيت الحياة بين وديانها وهضابها ، بإرث لا يقتصر على "العقار" بل على صور لوقائع سادت ثم لظرف بادت ، وعلى ما استيقظ في وجدان جيل بأكمله من ذاك البعد الطيب المنقوش في ذاكرة "سوسية"لا يحدها خيال ولا يوقف زحف إرادتها المباركة (لما تريد) إغراء جهة ، أو إجراء غير مرغوب فيه . وكم هو شهم من لم يفقد أصالته، بل ما أصدقه حينما ينحاز إلى الماضي يعاود العيش جنب مجد النضال الشريف الحق. تلك وأخرى أسطر وليس أساطير ، رموز وليس شعارات ، علامات وليس إعلانات ، صور حية لأناس فضلوا الارتباط بجذورهم حتى وإن تسلقوا من أجلها سفوح جبال بقيت معتزة بتقاليد من مكثوا أقرب (مثلها) إلى العلياء الصافية مهما حجبت السحاب العابرة وهج الضياء ، لأناس رأوا وأحسوا ، ازدادوا هناك ، ترعرعوا بين تلال فسحت رحابها عقولهم على صيانة العهود وعشق الحرية واحترام من يستحق الاحترام ، ومن هؤلاء الحاج أحمد عديوباه الذي أجابنا على سؤال : -- لما هذا الاختيار .. أن تقود جمعية وتضحي من أجل تطوير العمل الجمعوي في ربوع أبعد ما تكون عن مقر عملك ؟. فيجيبنا قائلا :
-- حقيقة كلنا (مهما اختلفنا) على قياس واحد نزن الأمور ما دام الاختيار خيرا يخص خدمة الوطن ويترجم صادقا مدى تشبثنا بأصالتنا القائمة على محبة الغير ومقاسمة الفقير زائدا نرى أنه فائض من الرحمن سبحانه وتعالى علينا ، وارتباطا بالأمكنة التي شهدت صرخات ولادتنا ، وحقا علينا نرده حتما وبطيب خاطر بما يؤكد تماسك مكونات هذه الربوع عبر أجيال وأجيال ، كل حسب مستوياته الفكرية فالمادية .. ومثلي مثل غيري هنا من يؤتمن على استمرار هوتنا ولا تتعرض للتبديد ، الهوية التي طالما تمسكنا بها ولقناها وصية لأبنائنا حتى تكون كالبدء مهما تكرر .
... -- ونسأل : ما الهدف ؟.
فيجيب:
أن نرضي ضمائرنا أولا ، فما نقدمه لهؤلاء الصغار في المدارس يعيد لهم الإحساس بالسعادة تغمرهم ولو لحين ، هو عمل يقربنا إلى أصالة المنطقة وجودها وكرمها ، إنها روح القرية في لحظات الشعور الإنساني الطيب بالغير يقاسمك الحيز المكاني ولا يستطيع تلبية حاجياته كإنسان مثلك لأسباب لم ولن نحاول الهروب بالبحث عن بواعثها عن مساهمتنا ونحن قادرون على منحه ما يضمن به الحد الأدنى ريثما يرحم بحل نهائي لمشاكله.
... – ونسأل: ما الاهتمام الحالي وأنتم كجمعيات أصبحتم تؤثرون بانجازاتكم الخيرة في الوسط القروي خاصة ؟.
فيجيب:
الفلاحة ، العمود الفقري لمعيشة الناحية ، علينا كجمعيات النظر فيما يمكننا من الخروج بإستراتيجية مدروسة تفسح المجال لتأسيس تربية فلاحيه قائمة على تسخير مبتكرات العلم والتكنولوجية العصر وتغيير ما لم يعد مسايرا لحاجيات المنتج المحلي بزراعات تتأسس على تطوها صناعات تعود بالنفع على الوسط القروي بما فيه الإنسان والأرض معا .
في " آيت باها" حاوره : مصطفى منيــــــــغ
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire